أريد ان اقص عليكم قصة حزينة بداية وفي نهايتها سرور تحمل كمّاً كبيراً من الوله, هذه القصة تبدأ حكايتها ببنت جميلة بكلّ ما تحمل الكلمة من المعاني , كانت تساعد امها في الأمور البيتية وكذلك في الأمور الخارجية وايضا كلّ يومٍ تذهب الى المدرسة وكانت من المتفوقين تحصيلاً وسلوكاً , المعلمين دائما كانوا يتحدثون عن تفوقّها وجمالها.
هذه البنت كانت دائما تع** المظاهر وتقول يفكيني ان اكون جميلة داخليا وان اصلي كما يجب وان اكون عابدة لله عزَّ وجل كل حياتي وحتى يوم مماتي.
كانت هذه البنت ترتدي الملابس الدينية كل يوم فكانت محتشمة جدا جدا بلباس يغطيها من رأسها لرجليها.
لم يعجب امها هذا اللباس وكانت تقول لها لماذا تخبئي جمالك الفائق فأنتِ جميلة فدعي الناس ينظرون اليك ولجمالك وكانت ترد عليها باكيةً انها تريد ان تؤدي صلاتها بالشكل التام وهكذا يريحها , لا يهمها الجمال بتاتا... فصرخت عليها امها وأخلعتها من لباسها وبدأت بضربها ضربا مبرحا وبعهذا مزقّت اللباس وقالت لها البسي الثياب الذي اشتريتها لك ليلة امس فقالت لها البنت هذه الثياب قصيرة جدا لا يمكنني لبسها , فقالت لها سألبسك اياها بالغصب اذا دعا الأمر.
فلم ترد عليها البنت واخذت الأقمشة التي كانت بخزانتها وارتدتها وهرولت من البيت رادعةً من الخوف, وذهبت لبيت جدّتها وقصّت عليها القصة لكن للأسف الشديد لم تكن الجدة مع البنت وقالت لها افعلي كما تقول لك امك فانت صغيرة وجميلة لماذا تخبئين جمالك.
فخرجت البنت من دار جدتها باكية وجاء الليل وهي لا تريد الرجوع الى البيت , فكانت معها سجّادتها ففرشتها على الشارع وبدأت بالصلاة كل الليل وبعدها جاء النهار اكملت البنت طريقها وقررت الهروب نهائيا من البيت فذهبت وذهبت وكانت تنام على الأرصفة في الشوارع وكذلك تصلّي طوال الوقت ...
رآها رجل عجوز في الشارع مصلّية وراكعة فقال لها ما اعمالك هنا لماذا تصلين في الشارع فقصت عليه القصة وكان العجوز موافق لما عملت وقال لها ان الصلاة هي الحل الوحيد للمشاكل وان لا ترد على امها .
بدأت البنت بالبكاء من كثرة فرحها وشكرته ...
نامت البنت عند العجوز وكانت حرارتها مرتفعة جدا .. فأحضر لها الطبيب وقال الطبيب انها مريضة جدا جدا ويوجد لها خطر الموت .. فبدأت البنت تصلي بالرغم من الألم الشديد الذي تشعر به كل الليل ولكن الطبيب قال لها انها يجب ان ترتاح ولكن البنت لم ترد وقررت ان تصلي طوال الوقت وفي النهار قرر الرجل ان ييقظها من النوم ولكن البنت لا ترد وفي فمها ابتسامة عريضة وجسمها بارد جدا ووجها اصفر .. بدأ الرجل بالبكاء واتهام نفسه بذلك فقرر ان لا يفقد الأمل وان يأخذها للمشفى القريب .. فقالوا انه لا هناك حل لها انها ميتة فطلب منهم بتوسل شديد ان يعيشوها فقالوا لها سنحاول ولكن لا مهرب من الموت .. فحاولوا في انقاظها من الموت .. محاولة بعد محاولة.. استيقظت البنت بصورة عجيبة غريبة وطلبت رؤية العجوز وقالت له: سيدي الحبيب اشكرك على ما عملته من أجلي.. انا الآن مسرورة جدا .. عائشة في حياة مرحة .. لا تقلق علي ولكن اريد منك طلب قبل موتي ان تذهب الي اهلي وان تهديهم على الدين فقال لها انت لن تموتي .. وبعد دقائق ماتت البنت وأُعلن موتها فذهب العجوز الى دار اهلها وقال لهم ان بنتهم ميتة واخر طلب لها ان تتدينوا... لم يصدقوا الأهل هذا وقالوا : هذه مزحة موو؟ فقال لهم لا طبعا لا ... فأصبح اهلها من المتدينين الشديدين وكل يوم يصلون ويذهبون الى المسجد ومن اكثر المصلون واكثر المتدينون.. بعد يومين أُعلن موت العجوز المسكين.. لقد حزنوا الأهل وصلّوا من أجله وبعد سنتين الموت ولدت للأهل طفلة تشبه بنتهم المسكينة فقرروا تسميتها بدعاء (اسم البنت الميتة) وفعلاً هذه البنت تشبهها جدا جدا واصبحت متدينة جدا ومن أشد المتدينين وبهذا قالوا الأهل ان بنتهم لم تمت فهي معنا طوال الوقت فالله رسل لنا هذه الطفلة كي لا يشعرنا بموت بنتنا الحبيبة دعاء...
وهكذا اصبحوا من اسعد العائلات ...